أقام بيت المدى في شارع المتنبي في بغداد، الجمعة 7/7/2023، وبالتعاون مع معهد غوته الالماني، وضمن فعاليات "جاي توك" جلسة استذكار لأستاذ الموسيقى الراحل روحي الخماش، كما قدمت باقة من مدوناته الموسيقية ومعزوفاته وقراءة لموشحات من تأليفه.

الجلسة التي ادارها الباحث رفعت عبد الرزاق، ذكر في مستهلها ان "الفنان الكبير روحي الخماش كان دوره مؤثرا في الموسيقى العراقية الحديثة وقدم خدمات كبيرة للمشهد الموسيقي من خلال ما لحنه وما خلفه، وكل تلاميذه كانوا من أساتذة الموسيقى لا سيما العزف على العود".
واضاف، إنه "في عام 1948 وبعد ان حلت النكبة في فلسطين نزح إلى العراق عدد من الفلسطينيين وقسم منهم جاء وهو محمل بثقافة عالية، إضافة الى روحي الخماش أتى جبرا إبراهيم جبرا وسلافه حجاوي وغيرهم من الشخصيات التي اندمجت في المجتمع العراقي وشاركته في فنون الإبداع المكتملة. والخماش يستحق كل تقدير وتذكير من قبل الجهات الثقافية والموسيقية المختلفة في العراق لتاريخه الطويل في خدمة الموسيقى العراقية".

الدكتور حبيب ظاهر العباس، قال في مداخلته: إن "الحديث عن روحي الخماش حديث واسع وكبير بكبر منجزه الفني على مدار أاكثر من نصف قرن في العراق، وأكاد أكون الصديق الوحيد للراحل روحي الخماش وعرفته في منتصف الستينيات ودرسني خمس سنوات في معهد الفنون الجميلة وست سنوات في معهد الدراسات الموسيقية ومن ثم رافقته في هذه المسيرة حتى وفاته".

وتابع، أن "الخماش يطلق عليه وبجدارة صفة الموسوعي في كافة الجوانب الموسيقية، اذ لا يوجد موسيقي في العراق على الإطلاق إلا ومرَ على روحي الخماش، فهو عالم في نظريات الموسيقى العربية ولديه نظرية وتعلمنا منه الكثير، وهو عالم في قراءة وكتابة المدونة الموسيقية ودرّس هذا الجانب في كلية الفنون الجميلة ومعهد الفنون الجميلة ومدرسة الموسيقى والبالية ومعهد الدراسات الموسيقية، هو ملحن من نمط خاص وقام بتلحين أصعب الأنماط الغنائية في الموسيقى العربية وهو الموشح ولحن بإبداع، هو مربٍ يعز نظيره ولديه قدرة واسعة، ومؤلف موسيقي ولديه مؤلفات نادرة".
ولفت النظر إلى ان "مؤلفاته في كل مرة يعزفها بإضافات وزخرفات، وأحيانا حتى الأساس يضيع، وساهمت بطباعة كتاب في الثمانينيات حول ما قدمه الخماش من موسيقى"، مبينا ان "الخماش كانت لديه مشكلة كبيرة، ودائما ما يشعر بالغربة حتى أنه اعتزل لمدة سنة وكنت أزوره في المنزل، ووصل به الحال لترك العود وحاولت إقناعه للعودة إلى المعهد والتدريس".
وانتهى بالقول: "في كل شيء كان يجامل ويتجنب الآخرين أحيانا، إلا في الموسيقى كان يختار الموسيقيين بصورة دقيقة ولا يجامل فيها ابدا".
استاذ الموسيقى الدكتور دريد فاضل قال بدوره: إنه "في منتصف التسعينيات تمت دعوة الراحل روحي الخماش للتدريس في أكاديمية الفنون الجميلة وكنت حينها طالبا في الكلية، وكان يركز على الغناء والعزف الجماعي في طريقته بالدرس الأكاديمي".
وذكر أن "دراستنا كانت أوروبية وبعد مجيء الأستاذ روحي الخماش بدأ التدقيق على القول واللفظ في الأداء والتكرار المستمر والذي اصطلح عليه التركيز وقتها، وكأنه نحات يقوم بصقل تمثال خاص، يحاكي من خلاله الأعمال الخالدة حين نسمع بالموسيقى الأندلسية، وكان يكتب موسيقاه كتابة على السبورة ويلقنها لتظهر بالطريقة التي يريدها".

ويرى فاضل، ان "الخماش لو بعث اليوم لن يجد طلبة كما يريد، بعد أن انشغل الطلبة في مواضيع أخرى، ومع غياب التلقين الذي استخدمه الخماش تفقد الموسيقى العربية الكثير من اسرارها".
الناقد الموسيقي حيدر شاكر، قرأ موشحات من تأليف روحي الخماش، بصحبة الموسيقيين سامي نسيم ومحمد علي الإمام، وذكر قبل أن يؤدي الموشحات، حكاية عن نفسه: "كنت من الطلاب المقربين جدا الى الراحل روحي الخماش،" وقد ساهم بتقديمي للجنة اختبار الأصوات الغنائية وكان اختبارنا في معهد التدريب الإذاعي. إن الحديث عنه يطول بقدر ما قدمه من جمال للموسيقى في العراق والوطن العربي، وأتشرف أن أقدم مجموعة من موشحاته".

https://youtu.be/lSUzooL0gk8