د. الماحي سليمان (استاذ بكلية الموسيقى والدراما - جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا)

يطلق الاخوة العرب كلمة الغناء الطفيلي على ما نسميه نحن في السودان بالغناء الهابط، وسواء كانت التسمية هذه أو تلك فهي تعني الغناء الضعيف الذي تتناول مفرداته كلمات لمعاني سطحية تعبر عن الإفلاس الإبداعي والثقافي.  وإذا تأملنا الكثير من تلك الأغنيات التي انتشرت عبر الكاسيت او مواقع التواصل الاجتماعي او الحفلات الخاصة فهي في حقيقة الأمر عبارة عن (غناء البنات) او ما نسميه بالسودان بأغاني (السباتة) وهو نوع من الغناء الطفيلي الذي ربما يكون مبرراً في محيطه الاجتماعي وسط النساء لعوامل نفسية واقتصادية ...

أما انتقاله من محيطه المحدود إلى الانتشار وبهذه الكيفية وبأصوات نسائية ورجالية بعضها معروفة والكثير منها غير معروف فهذا يستحق ان نتصدى له بالنقد الجاد والموضوعي لتوعية هذه الفئة من الشباب بخطورة نشر هذه الأعمال التي ربما تؤدى لأضرار بالغة بعاداتنا وتقاليدنا السودانية؛ والمطلوب من المبدعين الحقيقيين من الشعراء والفنانين طرح البديل المناسب الذي يعبر غن قضايا المجتمع ويسهم في حلها بإبداع معافى.  ومطلوب ايضا من المؤسسات الثقافية ان تشجع المهرجانات الدورية التي يكون من ضمن شروطها تقديم اعمال جيدة وترصد لها الجوائز التشجيعية.  أما الجهة الأكثر تأثيراً فهي شركات الانتاج الفني التي نأمل ان تسهم في محاربة هذا النوع من الغناء، وتعمل على بث الموروث الغنائي الجيد مع تشجيع التجارب الشبابية الحديثة التي تواكب الحداثة مع الحفاظ على الهوية السودانية الأصيلة بعيدا عن التوظيف الأعمى لتجارب لا تتوافق مع الذوق والوجدان السوداني.