في الخامس من شهر نيسان/أبريل 2021، نالت المطربة البحرينية هدى عبد الله مهدي دوهراب (عضو المجلس التنفيذي في المجمع العربي للموسيقى ممثلة مملكة البحرين) شهادة الماجستير من كلية التربية الموسيقية في جامعة حلوان بعد مناقشة رسالتها التي جاءت بعنوان "تاريخ أغاني الأطفال الشعبية للمناسبات في البحرين".

وهدفت الرسالة التي اشتملت على مقدمة وأربعة فصول إلى استعراض تاريخ أغاني الأطفال الشعبية للمناسبات في مملكة البحرين وإاستنباط خصائصها الفنية. 

أما الفصل الأول فيحدد إشكالية الدراسة وأهدافها وأهميتها والأسئلة التي تطرحها وتحاول الإجابة عنها، كما يحدد حدودها ومنهجها وعينتها وأدواتها ومصطلحاتها.  ويلي ذلك عرض موجز لسبع دراسات سابقة مرتبطة بموضوع هذه الدراسة.  والدراسات هي: 1) أغنية الطفل الكويتي؛ 2) أغاني الأطفال الشعبية البحرينية؛ 3) برنامج مقترح لتطوير أداء الأغنية الشعبية للطفل المصري؛ 4) أغاني البحرين الشعبية؛ 5) أغاني الأطفال الشعبية ومضمونها التربوي في مملكة البحرين؛ 6) من أغاني المهد في البحرين؛ 7) أغاني الأطفال الشعبية في الأردن ودلالاتها الرمزية.

وفي الفصل الثاني، الذي يحمل العنوان الإطار النظري، تعرض الباحثة السيدة هدى عبد الله  تاريخ الأغنية الشعبية في مملكة البحرين: تعريفها وتحديد سماتها وأهميتها الثقافية والاجتماعية وتصنيفاتها، لتعرج بعد ذلك على تاريخ أداء هذه الأغاني ومناسباتها.  وتنهي الفصل ببيان خصائص أغنية الطفل الشعبية البحراينية الخاصة بالمناسبات.

أما الفصل الثالث فيحمل العنوان الإطار التطبيقي ويحتوى على عينة من أغاني الأطفال الشعبية في مملكة البحرين.  وروعي في اختيار هذه الأغاني أن تكون ممثلة لمعظم المناسبات الخاصة بالأطفال، ومنها:

1. أغاني الاسترخاء والنوم (مثال: لولولولو)
2. أغاني الاستيقاظ من النوم (مثال: صباحك الصباحي)
3. أغاني الملاعبة (مثال: يا بنية ورقصى)
4. أغاني لإقناع الطفل بأخذ الدواء (مثال: يا دوية يا دوا)
5. أغاني حوارية بين المعلم والتلاميذ (مثال: التحميدة)

وقد قامت الباحثة بتدوين 23 أغنية بحرانية من أغاني الأطفال للمناسبات.

ويحدد الفصل الرابع والأخير نتائج البحث والتوصيات.  أما النتائج فنوجزها كالآتي:

1. التركيب اللحني لأغاني الأطفال مبنى على درجات صوتية قريبة ومساحتها اللحنية لا تزيد غالباً عن ست درجات، ومن النادر أن تبنى الألحان الخاصة بالأطفال على البناء المقامي، وإذا حدث حصول ذلك فيكون على درجات بسيطة لا يجوز نسبتها إلى مقام أو جنس Tetrachord)).
2. عبّرت الأهازيج الشعبية عن جوانب الحياة المختلفة لحياة الناس في الفترة التي غطاها البحث وعبّرت عن أفراح الناس وطقوسهم الحياتية المتنوعة.
3. رغم صغر المجتمع البحريني فإنه يتميز بتعدد اللهجات، لذلك اهتمت الدراسة بتوضيح أثر اللهجات الشعبية السائدة في مدن البحرين من خلال الأهازيج الشعبية التي تم جمعها عن طريق الكتب والبحوث المختصة التي تناولت الموضوع واللقاءات الميدانية في مملكة البحرين.

وأما التوصيات التي خرجت بها الباحثة السيدة عبد الله فجاءت كالآتي:

• إنتاج تسجيلات صوتية متقنة لأغاني الأطفال الشعبية وفق أحدث التقنيات الصوتية لتكون بمتناول المربين والآباء لتعريف أطفالنا بتراثهم من الأغاني والألعاب وما تحتويه من تضمينات قولية شعبية وإشارات اجتماعية ومواقف إنسانية تتناقلها الأجيال.
• إصدار موسوعة للتراث الشعبي تحتوي على مختلف الجوانب التراثية بما فيها الأهازيج الشعبية، من قبل الجهات التي تعنى بالثقافة وحفظ التراث، نظرا لارتباط كل جانب بالآخر، ويعهد أمر وضعها لباحثين ثقاة متمكنين من هذا المجال.
• فحص وتدقيق مكونات الأغنية الشعبية للكشف عن مدى إسهامها كأداة تثقيفية تضع القيم الاجتماعية في وعي الأطفال، والعمل على تضمين بعض الكتب المدرسية المناسب من أغاني وأناشيد الأطفال الشعبية، حرصاً على إبقائها حية ونقلها عبر الأجيال، وحمايتها من النسيان.

وتشكلت اللجنة التي ناقشت رسالة الباحثة السيدة هدى عبد الله من:

1. الأستاذ الدكتور صالح رضا صالح مصطفى، أستاذ متفرغ بقسم الموسيقى العربية ووكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة سابقا بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان (مشرفاً ورئيساً).
2. الأستاذ الدكتور جلال محمد محمود شهاب الدين، أستاذ بقسم الموسيقى العربية ورئيس القسم سابقا بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان (مناقشاً من الداخل).
3. الأستاذة الدكتورة شيرين عبد اللطيف أحمد، أستاذ بقسم الموسيقى العربية ووكيلة الكلية للدراسات العليا والبحوث بكلية التربية الموسيقية (مشرفاً).
4. الأستاذ الدكتور إيهاب عاطف عزت عزيز، أستاذ الموسيقى العربية ورئيس قسم التربية الموسيقية بكلية التربية النوعية جامعة الزقازيق (مناقشاً من الخارج).